نظم الصندوق الدولي للرفق بالحيوان (أيفو) والمجلس الأعلى للبيئة وبمساعدة فنية من وكالة التحقيقات البيئية (EIA) ورشة عمل تدريبية إقليمية حول مكافحة الجرائم الإلكترونية للحياة الفطرية، وذلك خلال الفترة 14-16 يونيو 2022 بهدف تدريب المشاركين على تتبع الحسابات والأنشطة الالكترونية التي تتاجر بشكل غير مشروع بالحياة الفطرية والإبلاغ عنها، والحد من انتشار التجارة غير المشروعة بالحياة الفطرية عبر الإنترنت.
وأشار سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ خلال كلمة في مستهل الافتتاح إلى أنه "مع التطور التقني السريع فرضت التجارة الالكترونية نفسها على المجتمع، ومن بينها التجارة الالكترونية في الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض، مما ساهم في ازدهار هذا النوع من التجارة، وأصبح الانترنت بوابة رئيسية للإعلان عن تجارة الحياة الفطرية، ولقد استغل البعض هذه التطور التقني للإتجار غير القانوني بالأنواع الفطرية المهددة بالانقراض، فكان لابد من التصدي لهذه التجارة غير القانونية.
وأكد سعادته على أهمية تضافر الجهود بين كافة الشركاء والمعنيين من أجل تعزيز التدابير والإجراءات لمكافحة التجارة غير القانونية في الحياة الفطرية عبر الانترنت، و ذلك من خلال تشديد الرقابة على المحتوى، والاستجابة الفورية للتصدي لهذه المخالفات ، كما استعرض سعادته الجهود التي بذلتها مملكة البحرين تجاه مكافحة التجارة غير القانونية للأنواع الفطرية المهددة بالانقراض بدءا من انضمام مملكة البحرين لاتفاقية سايتس في العام 2012 حتى صدور قانون البيئة رقم (7) لسنة 2022، مرورا بالقانون الوطني المعني بتنظيم ومراقبة التجارة الدولية في الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض.
من جانبه، أعرب الدكتور السيد محمد، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أيفو: "إن التمييز بين التجارة المشروعة وغير المشروعة في الحياة الفطرية يمثل تحديًا خاصًا على الإنترنت - لا سيما بالنظر إلى الحجم الهائل من المعاملات اليومية". وتابع: "هناك بالفعل العديد من التهديدات على الحياة الفطرية وموائلها الطبيعية، ولا يمكن للحيوانات المهددة بالانقراض أن تتحمل المزيد من الضغوط القادمة من سوق الإنترنت المفتوح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
وأضاف أن التحدي يتمثل في التغلب على هذه المشكلة في أن الإنترنت ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي تُسَهل التجارة غير المشروعة في الحياة الفطرية ومنتجاتها - على سبيل المثال لا الحصر منتجات العاج وأشبال الأسود والفهد الصياد وأفراد القردة وطيور الببغاوات والطيور الجارحة وجلود الزواحف - من خلال الاعلان عن الحيوانات الحية والطيور أو منتجاتها عبر منصة ما على الإنترنت واستهداف البائعين والمشترين على حدٍ سواء، علاوة على ذلك، توفر هذه المنصات الالكترونية للبائعين والمشترين المباشرين صفحات ومجموعات مخصصة لتهريب الحياة الفطرية، وتزويد الشبكات العالمية الأكبر. إن اليسر في التعامل الذي يتم تمن خلال منصات الدفع الإلكترونية تشجع الناس على التجارة في الحياة الفطرية خاصة باستخدام أدوات التشفير التي تتيح لهؤلاء الأشخاص عدم الكشف عن هويتهم والمحافظة على سريتهم.
وأكد على أن الآيفو تدعم جهود إنفاذ القانون من خلال تبادل سجلات المعلومات الخاصة بالإعلانات والمنشورات لأجل القيام بالتحقيق، ومن خلال تدريب السلطات المحلية المعنية في المنطقة على اكتشاف الجرائم الإلكترونية للحياة الفطرية فور حدوثها وذلك لمواجهة التهديد الذي تشكله الجرائم الإلكترونية للحياة الفطرية معًا.
ويُشار إلى أن الورشة الإقليمية هي الأول من نوعها في المنطقة وتضم مشاركين من البحرين والكويت وسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن.